تمكنت فرق الإنقاذ البحري في الدفاع المدني اللبناني صباح الاثنين من انتشال 23 جثة من ضحايا طائرة الركاب الإثيوبية المنكوبة، التي تحطمت بعيد إقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية،
فيما تتواصل عمليات البحث في ظروف جوية صعبة، فيما سمح وزير الدفاع اللبناني للأسطول السادس الأمريكي بالمشاركة في عمليات البحث.
وقالت الحكومة اللبنانية إنها لم تعثر على أي ناجين حتى الآن، من ركاب الرحلة رقم 409، التي تحطمت على بعد 3.5 كيلومتر من السواحل اللبنانية، إلى الغرب من بلدة الناعمة، التي تبعد 15 كيلومتراً إلى الجنوب من بيروت.
وكانت الطائرة الإثيوبية، وهي من طراز بوينغ 737-800، تقوم برحلة من بيروت إلى إديس أدبابا، وتقل 90 راكباً، من بينهم 51 لبنانياً و23 إثيوبياً وبريطانيان وعراقي وتركي وسوري وكندي وروسي وفرنسي.غير أن مصادر لبنانية قالت إن الطائرة كانت تقل 78 راكباً، إضافة إلى طاقم مؤلف من 7 أفراد.
ولم تعرف السلطات اللبنانية حتى الآن السبب وراء تحطم الطائرة، غير أن الأحوال الجوية التي يشهدها لبنان حالياً ماطرة وسيئة.وقال الرئيس اللبناني، ميشال سليمان: "نحن لا نعتقد أن هناك عملاً تخريبياً (وراء سقوط الطائرة.)"
وأضاف الرئيس اللبناني: "نأمل أن نتمكن من إنقاذ أكبر عدد ممكن الناجين، غير أن الظروف المناخية صعبة للغاية."وقالت المسؤولة في السفارة الفرنسية بلبنان إن عقيلة السفير الفرنسي لدى لبنان كانت على متن الطائرة.
وافادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن من بين ركاب الطائرة زوجة السفير الفرنسي دانيال بياتون، مارلا سانشيز بياتون.كما نشرت الوكالة أسماء اللبنانيين الواحد والخمسين الذين كانوا على متنها، إضافة إلى أسماء ثلاثة لبنانيين آخرين يحملون الجنيسيات البريطانية والروسية والكندية.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأنه تم العثور على حطام الطائرة الأثيوبية قبالة شاطئ الناعمة، فيما أفاد شهود عيان بأن كتلة نار شوهدت في السماء قبل سقوطها في البحر.وأشارت الوكالة إلى أنه تم استنفار كل القوى الأمنية والصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني وجهاز الإطفاء والقاعدة البحرية في محاولة لإنقاذ الركاب.
من ناحية ثانية، أكدت الوكالة أن وزير الدفاع سمح للأسطول السادس الأمريكي، الذي يتواجد في شرقي البحر الأبيض المتوسط، بالمشاركة في عمليات الإنقاذ من خلال غرفة العمليات المشتركة مع قوات اليونيفل في الجنوب من خلال طائرات "بي 3."وهذه الطائرات كانت موجودة على متن البوارج الموجودة في مياه البحر المتوسط.
يشار إلى أن أهمية هذه الطائرات في أن لديها رادارات حرارية تكشف مباشرة وجود الأشخاص أحياء كانوا أم أمواتاً، فيتم بذلك مساعدة الناجين وانتشال جثث المتوفين.وأشار وزير الدفاع إلى أنه لا يفقد الأمل بالعثور على ناجين إلا بعد مرور 72 ساعة على تحطم الطائرة.
يشار إلى أن الخطوط الجوية الإثيوبية، الناقل الرسمي لإثيوبيا، وبخلاف كثير من الخطوط الجوية في القارة الإفريقية، يسمح لها بالوصول إلى محطات أوروبية نظراً لما تتمتع به من إجراءات أمن وسلامة تتفق والإجراءات المطلوبة في أوروبا.
وكانت الخطوط الجوية الإثيوبية قد شهدت حادثتي تحطم منذ عام 1980، الأولى في العام في العام 1988، عندما اصطدمت إحدى طائراتها بسرب طيور، ما أدى إلى مقتل 31 راكباً من أصل 105 كانوا على متنها، فيما وقعت الثانية في العام 1996، عندما تعرضت للاختطاف وسقطت أثناء محاولتها الهبوط في جزر القمر، ما أدى إلى مقتل 130 راكباً من أصل 172 كانوا على متنها.